المدرسة الوظيفية

المدرسة الوظيفية

 مقدمة:

كل عمل نقوم به يكون له هدف فمثلا الرسم يهدف لمعنى قد يكون ظاهرا للبعض وللبعض الآخر لا، كذلك المعمار والمباني لها وظائفها التي صنعت لأجلها وتم تحديد وظائفها هذه عن طريق جماليتها واستخدامها، ولكن نأتي هنا لسؤال هام ما هو الأهم المظهر أم الوظيفة؟ تبعا لمن ينتهجون نهج العمارة الوظيفية فإجاباتهم ستكون واضحة... بالطبع هي الوظيفة، حيث إنه يتم تعريف المبنى قبل أي شيء بواسطة غرضه المصنوع لأجله.


معنى الوظيفية:

المعنى العام لكلمة الوظيفية هي تأدية الشيء لغرضه المصنوع من أجله، وأن تتشكل هذه الأشياء على الهيئة التي تناسب تأدية وظيفتها، وظهرت تلك الحركة المعمارية في أعقاب الحرب العالمية الأولى على أنها جزء من موجة الحداثة. وكانت أفكارها مستوحاة من حاجة الإنسان لبناء عالم جديد أفضل له ، كما أيضا أنه قد عبرت عنها الحركات السياسية والاجتماعية في أوروبا بعد الدمار الذي أحدثته الحرب العالمية، ويعد الترتيب الأعظم في مجال العمارة هو نفسية الإنسان والتي تتكون من: الجسد والفكر والروح، وتعد هذه المكونات الثلاث هي ما تمثل قوة واحتياجات الإنسان.

العمارة الوظيفية:

النظرية الوظيفية (Functionalism Theory) تعد واحدة من أهم النظريات للعالم المعماري والتي تحمل شعار: أن العمارة ليست فنا، بل إنها علم خالص، بالإضافة إلى أن الشكل المعماري يتبع وتقيد بالوظيفة ولا يجوز له أن يتجاوز الوظيفة أو يتمرد عليها أبدا.

وبذلك التعريف المسبق نستنتج أن الفكر الوظيفي هو عبارة عن نظرية فكرية وعلمية تقوم بإصدار أحكامها على الأعمال من خلال كفاءتها وأدائها ويتقوم بالحكم على صحة الأشكال بمقدار صلاحية هذه الأشكال للأداء الخاص بها.


نشأة النظرية الوظيفية:

الجدل حول دور العمارة الحقيقي ليس أمرا حديثا، بل هو أمر موجود منذ آلاف السنين حيث دائما كان هناك تساؤل عن دور العمارة الحقيقي، في القرن الأول قبل الميلاد ادعى المهندس الروماني فيتروفيوس أن المباني تحتاج إلى أن تكون مستقرة ومفيدة وجميلة، وبمرور العصور أصبح المعماريون يميلون إلى إعطاء الأفضلية لسمة واحدة على هذه السمات الأخرى.

بحلول القرن التاسع عشر ركز عدد من المعماريين على الأسلوب، حيث كان يصمم المبنى ويعطى شكله في المقام الأول من خلال الأسلوب الذي كانوا يلتزمون به، وعلى الرغم من ذلك وبنهاية القرن كان هناك معارضون لتلك الفكرة، فلقد اعتقدوا معارضو هذه الفكرة أن الوظيفة الخاصة بالمبنى هي التي يجب أن يفكر بها في المقام الأول، وأن شكل المبنى ما هو نتاج لوظيفته الأساسية.

 التقنيات الصناعية الجديدة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية قد شجعت تلك الفكرة وقد نتج عن ذلك التشجيع ظهور هياكل كبيرة مبنية من مواد منتجة بكميات كبيرة كالزجاج والفولاذ، ونظرا لأن ذلك النوع من المباني لم يتم إنشاؤه مسبقا، كان على المهندسين المعماريين مناقشة كل الأنماط التي تتناسب مع تلك الأبنية الجديدة بشكل أفضل.

في ثمانينات القرن التاسع عشر أعلن المعماري الأمريكي لويس سوليفان بدأ هاما وهو "الشكل يتبع الوظيفة"، مدعيا بأن التصميمات الخاصة به الجديدة (والتي تعرف بناطحات السحاب) ليست بحاجة إلى أنماط صارمة أو واجهات متقنة.

استناد الأسلوب والشكل حول الوظيفة قد أصبح فكرة شائعة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأتبع المهندس المعماري السويسري لوكوربوزييه في القرن العشرين شعار لويس سولفان بشعار آخر وهو أن البيت "آلة للعيش"، وكان المعماري لوكوربوزييه أحد أهم الداعمين للوظيفية بكل مبادئها ولذلك قد ارتبط اسمه بالنظرية الوظيفية، ولكنه ليس الوحيد الذي اتبعها.


مبادئ التيار الوظيفي وقوانينه:

يتم التركيز في المبنى على وظيفته ومتانته.

يتم التركيز على أن يظهر هيكل المبنى الإنشائي.

شكل المبنى يكون تابعا لوظيفته.

جمال شكل المبنى يكون نتاجا لوظيفته ومتانته.

يتم التركيز على الفراغ المعماري كالمساحة المفتوحة.

يجب أن تكون الأشكال مستمدة من الأشكال الأولية وبسيطة.

يجب أن تقوم الاشكال المستخدمة بعكس تطور البناء التقني.

نفي أو اختزال الإضافات أو الزخارف التي كانت تتواجد في الحقبة الكلاسيكية السابقة.

يجب أن يكون الفضاء شفافا ومستمرا بين الخارج والداخل.

يجب أن تكون الأشكال بيضاء ونقية.

البعد عن أي تغييرات تراثية أو رمز تاريخي أو طرز سابقة.

مدرسة الباوهاوس وعلاقتها بالتيار الوظيفي:

قامت مدرسة الباوهاوس والتيار الدولي في نهاية القرن العشري في تعقب فلسفة الوظيفية، وتم استخدام الوظيفية كمصطلح من أجل وصف أي هيكل قد تم إنشاؤه بشكل سريع من أجل أغراض عملية بحتة مهملا الجمال وعلى الرغم من ذلك – بالنسبة لمعماري الباوهاوس وغيره – كان المفهوم وراء ذلك التيار ثوريا للغاية حيث قام بتحرير العمارة من تشبثها الزخرفي القديم.

رواد الوظيفية:

أدولف لوس (Adolf Loos) 1933 - 1870

ميس فان دي رو (Mies Van Der Rohe)  1969 – 1886

لو كوربوزييه (Le Corbusier)  1965 - 1887

المصدر:

كتاب الوظيفية في العمارة The Functionalist Architecture

إرسال تعليق

أحدث أقدم