التظليل فى العمارة - shading in architecture

تحقيق السيطرة الحرارية في المباني أحد المفاهيم الاساسية التي يتوجب  توفيرها  في التصميمات المعمارية ضمن البيئات المختلفة ،حيث يتباين اسلوب تطبيق السيطرة الحرارية على المباني بإختلاف المناطق والبينات المناخية، والتي تبرز خلالها البيئة ذات المناخ الحار / الجاف كمناطق ذات ستراتيجيات سيطرة حرارية خاصة تحتاج الى معالجات تصميم بيئية محددة لتحقيقها، هذه المعالجات تندمج ضمنيا مع تصميم المبنى العام، لتأخذ بعداً شكلياً أو بعداً تفصيلياً، والتي غالبا ما تختلف باختلاف وظيفة المبني وبإختلاف المناطق والبيئة المحيطة، مما ولد عدد كبير من المعالجات البيئية التي يمكن توظيفها خلال مراحل التصميم المختلفة لاجل الاستفادة من ايجابيات الصفات المناخية للمنطقة وتفادي تأثيراتها السلبية محققة سيطرة حرارية على المبنى.

لقد أخذ موضوع ربط معالجات السيطرة المناخية بمراحل عملية التصميم أهمية لدى مجموعة من الدراسات والبحوث بهدف تبسيط عملية استثمار هذه المعالجات وتطبيقها خلال العملية التصميمية لانتاج مباني متوازنة حراريا ومستجيبة للبيئة المحيطة بها، فالعوامل التصميمية والتخطيطية ضمن مراحل العملية التصميمية من أكثر العوامل التي يستطيع خلالها المعماري التحكم بكمية الطاقة التي يستلمها المبنى صيفا وشتاء للحصول على فضاءات ملائمة حراريا، وبالتالي التقليل من الطاقة اللازمة للتدفئة والتكييف الميكانيكي. لذا سيتم طرح مجموعة من الدراسات التي وظفت معالجات السيطرة المناخية وربطها وسيركز في طرح هذه الدراسات على المعالجات التي تتلائم مع المناخ الحار الجاف باعتباره المناخ السائد حولنا.

التظليل:

يعتمد تصميم المباني المعمارية على التمازج بين الضوء والظل، حيث يعتبر الضوء هو مانحاً اساسياً للوجود.

للظل العديد من الاستخدامات حيث كان يستخدم في العمارة الدينية الغربية لتهيئة جو ديني روحاني والحصول على الغموض وكانوا يستخدمونها ايضاً لتقوية وإثارة مشاعر التبجيل والتقدير لدى الناس. كما كان للعمارة الاسلامية نصيب من التشكيل الجمالي باستخدام الظلال ، حيث كانوا يستخدمونها لحماية المباني من الحرارة العالية ولتعديل المناخ حيث يتم تظليل الافنية الداخلية و وضع المشربيات على واجهات المنازل ، كما يستخدم الظل لاظهار البعد الثالث للمباني و تحديد مقدار العمق والبروز في الواجهات المعمارية ، وغالباً ما تُستغل في التأثيرات البصرية للإنسان وتعتمد ايضاً على نوع المبنى إن كان سكنياً أو تجارياً او تعليمياً.

وسائل التظليل:

 هي وسائل تستخدم للحد بشكل كبير من اكتساب المبنى للحرارة وتحسين نوعية الإضاءة الطبيعية في الفراغات الداخلية، اعتماداً على كمية وموقع النوافذ. وهي تساهم في تحسين راحة المستخدم البصرية من خلال التحكم في الوهج والحد من نسب التباين والإبهار، واستخدام وسائل التظليل هو جانب هام على وجه الخصوص في المباني التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الشمسية والتسخين السلبي وضوء النهار خلال فترات الحر.

عناصر التظليل:

يعتمد تصميم أجهزة التظليل الفعالة على الاتجاه الشمسي لواجهة مبنى معينة. على سبيل المثال ، تعتبر الأعمدة الثابتة البسيطة فعالة جدًا في تظليل النوافذ المواجهة للجنوب في الصيف عندما تكون زوايا الشمس مرتفعة. ومع ذلك ، فإن نفس الجهاز الأفقي غير فعال في منع شمس الظهيرة المنخفضة من دخول النوافذ المواجهة للغرب خلال فترات ذروة اكتساب الحرارة في الصيف. ومن عناصر التظليل هى الأشجار والمسطحات الخضراء في حدائق المباني ،كما أن كواسر الشمس الأفقية المرتبطة بالنوافذ هي وسيلة ممتازة لمنع الحرارة الشمسية غير المرغوب فيها من الدخول ،ويوجد عناصر داخلية للتحكم في التوهج مثل الستائر المعدنية ومظلات الحماية من أشعة الشمس أو كاسرات قابلة للتعديل.

فوائد التظليل:

يمكن لأجهزة التحكم في الشمس والتظليل أيضًا تحسين الراحة البصرية للمستخدم من خلال التحكم في الوهج وتقليل نسب التباين. هذا غالبا ما يؤدي إلى زيادة الرضا والإنتاجية . توفر أجهزة التظليل فرصة للتمييز بين واجهة مبنى وأخرى. يمكن أن يوفر هذا الاهتمام والمقياس البشري لتصميم غير مميز.

اماكن الاستخدام:

يتم استخدام هذه الوسائل فى المشاريع السكنية متعددة الأسر، وخاصة في المناطق ذات المناخ المعتدل أو الحار ،ايضا فى المكاتب والمباني الإدارية العالية.

واخيراً عند تصميم أجهزة التظليل ، قم بتقييم جميع العمليات والصيانة والآثار المتعلقة بالسلامة بعناية. في بعض المواقع ، قد تقلل المخاطر مثل تعشيش الطيور أو الزلازل من جدوى دمج أجهزة التظليل الخارجية في التصميم. يجب مراعاة الحاجة إلى صيانة أجهزة التظليل وتنظيفها ، لا سيما تلك القابلة للتشغيل ، في أي تحليل لتكلفة دورة الحياة لاستخدامها.

و فيما يلى سنتطرق الى كل وسيلة من وسائل التظليل من هنا: 

1. شرح التظليل بإستخدام الكاسرات الشمسية.