بدأت العمارة الرومانسيكية الايطالية من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر ميلادي، تمتد إيطاليا من جبال الألب في الشمال الذي يمتاز بالثلوج التي تغطي هذه المناطق، إلى مياه البحر الأبيض المتوسط في الجنوب، لذلك كانت تتمتع باختلافات جغرافية مما أدى إلى اختلاف في الناحية المناخية، حيث انعكست هذه الاختلافات على العمارة.
العوامل التي أثرت على الطراز الرومانسك الإيطالي:
من الناحية الجيولوجية:
نلاحظ أن وسط إيطاليا غني بالمعادن والأحجار بجميع أنواعه، استخدمت مواد بناء كثيرة في مدينة روما، مثل الطوب بمختلف أنواعه، الأحجار والترافريتين من تيفولى والرخام من الجزر الإغريقية، تم استخدام الكثير من مواد البناء من أثر المباني الكلاسيكية، في شمال إيطاليا كانت غنية بالطمي خصوصاً سهول لمباردى، حيثو أستخدموا الطوب مع الحجر في البناء، الذي أضافة على المباني صفة خاصة تميزت به، أما في جنوب إيطاليا كان متوافر هناك الحجر الجيري المتوفر في الجبال وجميع أنواع الرخام.
من الناحية المناخية:
كان مناخ وسط إيطاليا يتميز بالشمس الساطعة التي تطلبت فتحات ضيقة وحوائط سميكة، أما شمال إيطاليا كمناخ أوروبا، يترواح مناخه بين الحر والبرد الشديدين، المدن في هذه المنطقة تقع تحت جبال الألب من ميلانو غرباً إلى فينيسيا شرقاً، في الصيف تحرم هذه الجبال من الرياح وتكون الحرارة شديدة الارتفاع، أما في الشتاء تلفح الرياح هذه المناطق، في الجنوب تمتاز المنطقة بالحرارة، حيث يكثر فيها أشجار النخيل والبرتقال والليمون، على الساحل الإيطالي الجنوبي تمتاز المباني بالأسقف المسطحة الأفقية.
من الناحية الدينية:
وسط إيطاليا بدأت إيطاليا بدأت سلطة البابا تزاد قوة وسيطرة في توجيه وإدارة الحكومات المدنية، بدأ البابا يحارب سياسات العنف، في عام 755 ميلادي إستقل وسط إيطاليا وصار تحت حكم البابا، قام أدريان الأول عام 783 ميلادي بإستدعاء شرلمان للتقدم إلى إيطاليا والدفاع عنها وهزم المبارديين، دخل روما لأول مرة في عام 774 ميلادي، حيث أزدادت قوة البطاريك الروحية والأدبية والدينية في ميلانو، ووقف بجانب الشعب ضد اللومبارد.
كان جزيرة صقيلة وجنوب إيطاليا تحت حكم العرب بما في ذلك صقلية وشمال إفريقيا، حيث تأثرت هذه البلاد بالفنون العربية الأسلامية، حيث حرمت أعمال النحت والتماثيل وغطت الكنائس بالخطوط والرسومات الهندسية العربية.
من الناحية الأجتماعية:
في وسط إيطاليا بدأ النشاط الفني يأخذ مجاره ومكانه في العمارة وخصوصاً في أعمال النحت والرسم، حيث ساعدة على زيادة التجارة والصناعة وظهور العائلات الحاكمة التي نهضت بالبلاد وحددت قواعد المدن الدفاعية مثل بيزا وبستويا حيث تنافس مبانيها الأعمال المعامرية في البلاد الأخرى.
شمال إيطاليا من الناحية الأجتماعية، حيث كانت التجارة والفن هما أساس الحياة الإجتماعية في تلك المنطقة، حيث كانت ميلانو وبافيا وفيرونا وجنوا بلاد حرة غنية وجميلة حيث أنعكس ذلك على جمال مبانيها المعمارية، أما في جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا أدخل العرب منتجات تجارية مهمة مثل القمح والقطن، ولاحظنا أن المدن هناك كانت متأثرة بالطراز البيزنطي.
من الناحية التاريخية:
في بداية القرن الحادي عشر كانت مدينة بيزا تنافس مدينتي جنوا وفينسيا كقوة تجارية وبحرية، حيث أخذت مكانها في الصدارة والتصدي للحروب في تونس، كذلك أستولت على بالرمو في عام 1072 ميلادي، بعد ذلك ظهرت جنوا وأزدادت قوة وتغلبت على أهل بيزا، بعد ذلك بدأت فلورنسا تنافس بيزا في الحضارة والتجارة، حيث بدأت من هنا تظهر مباني القلاع والحصون في تلك المناطق المتنافسة.
أهم الصفات المعمارية لعمارة الرومانسك الإيطالي:
كان الإيطاليون لا يميلون إلى إدخال طرق جديدة في إنشاء مبانيهم، حيث كانوا يفضّلون التركيز على إبراز الجمال والفن في التفاصيل الزخرفية، كان الطابع المعماري تحكمه التقاليد الكلاسيكية، حيث نجد أن أنموذج الكنسية البازليكية أقرب إليهم وللعصر المتواجدين فيه.
فمن أهم الصفات المعمارية للواجهات في إيطاليا هي البوائك والعقود المزخرفة التي تعلو بعضها البعض في الطوابق، كذلك كثرة استخدام الرخام في تغطية وكسوة الحوائط من الداخل والخارج، وكذلك تغطية الأسفال، تم استعمال الأسقف الخشبية للكنائس حيث كانت مزخرفة بألوان جميلة ولامعة، حيث كان التأثير البيزنطي قوي وواضح في بيزا ورافينا، التي تطورت كل منهما وحددت لنفسها طراز خاص بها، كانت أبراج الكنائس المزودة بأجراس ضخمة تدعو الجمهور إلى الصلاة، وبعد ذلك أصبحت من العناصر المعمارية الهامة في الكنائس الإيطالية.
في شمال إيطاليا كان يظهر الفن الرومنسكي بوضوح، حيث تطور القبو المضلّع حيث نتج عنه تطور في طرق الإنشاء، مع أنه كانت الكنائس بازلكية من حيث القطاع، إلا أن الصحن كانت مغطاة بأسقف مقببة تعلوها أسقف خشبية، كانت المماشي الجانبية تتكون من طابقين من حيث الارتفاع، كذلك تتكون حوائط سميكة تقاوم الضغط الناتج من ثقل القبو، بشكل عام لم يكن المظهر الخارجي للكنائس في إيطاليا بالمستوى الفني الملائم؛ نظراً لكثرة استعمال الحجر والطوب بدلاً من الرخام، كانت الزخارف بعيده كل البعد عن القواعد الكلاسيكية وتعكس صور حياة المقيمين على تلك المنطقة.
أما في جنوب إيطاليا يمكن ملاحظة المعالم المميزة للعمارة في تلك المنطقة من اختلاف الخواص المعمارية، حيث دخل عليها في تلك الفترة كل لون من ألوان الحكم وأثّر عليها من التأثير البيزنطي والعربي والنورماندى وانعكس على العمارة وأكسبها الطابع المييز لها في فترة الحكم، حيث نجد التأثير البيزنطي في تصميم الكنائس، مثل القبة المحمولة على أربعة عمد لصحن الكنيسة المربع، كذلك يتضح التأثير العربي الإسلامي في استعمال الرخام الملون والزخارف العربية وأعمال الموازييك في الداخل، بالإضافة إلى الأشرطة الرخامية الملونة في الخارج، أما التأثير النورماندى فتمثّل في الكنائس التي أنشئت في تلك الفترة من الزمن، حيث تمثلت الكنائس إما بقبة بيزنطية أو بسقف خشبي، ويندر وجود القبو، هذه هيه أهم المعالم والصفات المعمارية للطراز الرومانسك في إيطاليا.
أمثلة على الطراز الرومانسى الايطالى:
كاتدرائية بيزا pisa cathedral:
بنيت عام 1093 وهي من الطراز التوسكاني والمسلط الأفقي على شكل صليب لاتيني وتتميز بوجود ثلاث قبلات أمامها منصة ترتيل ووجود ممشيان Aisle على جانبي الصحن في البهو الطولي وومنى واحد على جانبي البهو العرضي.
سقف الصحن من الخشب ذو بطانه مستويه من الداخل. سقف المماشي من العقود المتقاطعه ومحموله على أعمدة الصحن. يوجد فيه بيضاوية Cameine القطاع فوق تقاطع البهو الطولي مع العرضي لم تبني الا في وقت متاخر من تاريخ بناء الكاتدرائية على غرار قباب المساجد الاسلاميه في الاندلس.
الحوائط الداخليه بنيت بمداميك متبادلة من الرخام الرمادي الغامق ومن الرخام الأبيض.
أهم مايميز الواجهة تكرار صفوف العقود بالحوائط كطريقه جديده للزخرفه.
تنقسم الواجهة إلى عدة طبقات بواسطة مداميك بارزة وتكون الطبقه السفلى أعلى بكثير من غيرها وتحتوي على أعمدة متصله وعلى أبعاد متسعة تحمل فوقها العقود النصف دائرية أما الأعمده في الطبقات العلوية فهي منفصلة. ياتي فوق الطبقة الأولى أربعة طبقات تحتوي على صفوف من العقود الصغيرة المرتكزة على أعمدة منفصلة وعند نقطة التقاء العقود مع الأعمدة تماثيل على شكل رؤوس حيوانات أمام مدخل الكاتدرائية ثلاثة أبواب من البرنز واحد كبير للصحن واثنان اصغر للمماشي. لها مدخلان من جهة الشرق.
الواجهات الجانبيه أعمدتها متصله. لها قبلة معقودة في الجهة الشرقية بشكل نصف كروي. د بنيت على مرحلتين على يد المعماري بيوشيتو Buscheto وأعيد بنائها بعدما حرقت عام 1596 م على يد المعماري رینالد.
بها المنبر المنحوت من قبل جيوفاني بيسانو ومشنق غاليلو. دفن في الكاتدرائية القديس رايزيوس والإمبراطور هنري السابع والبابا غريغوري.
بها لوحة فسيفساء تصور المسيح عليه السلام والسيدة العذراء والقديس يوحنا الإنجيلي.
أرضية الكاتدرائية مكسية بالرخام الأسقف مائلة على شكل جملونات ومغطاة بالقرميد.
يلاحظ الاهتمام بالواجهة الغربية أكثر من الاهتمام بباقي الواجهات ويلاحظ في الواجهات أن الجزء المركزي المتماثل في الصحن يرتفع نوعا ما عن الجانبين (أجزاء الممشى).
Torre pendente Di Pisa _ برج بيزا
هو برج النواقيس لكاتدرائية بيزا بدا بنائه عام 1173م وعلى ثلاث مراحل ولمدة حوالي 200 عام.
بني على يد المعماري بونانو بيزيانو ثم استكمل على يد جوفاني بيزانو واتم بناته نومارو دی اندوریا بیرانو. عرف ببرج بيزا المائل لوجود میلان به وانحراف عن المستوى العمودي بمسافة 5.4 م. مسقطه الأفقي مستدير بقطر خارجي للقاعده 15.48 م وقطر داخلي للقاعدة 7.36 م. الواجهة مقسمه إلى ثمان طبقات السفلي تحتوي عقود مرتكزة على أعمده متصلة.
الست طبقات الأخرى تحتوي على عقود مرتكزة على أعمدة منفصلة. الطبقة الثامنة تدخل على السطح الداخلي للواجهة ويوجد سقف للطبقة السابعة أما الطبقة الثامنة فهي مفتوحة وتحتوي على أجراس داخل فتحات دائرية العقود وعددها سبعة أجراس.
البناء من الداخل عبارة عن اسطوانة مستمرة لا تتخللها طوابق بها درج حلزوني يحتوي على 294 درجة.
تم بنائه على أساس من الخوازيق وقد هبط المبنى في أحد الجوانب مما أدى إلى ميله.
بني لغاية الطابق الثالث وبعد ميلان البرج توقفت أعمال البناء ثم أعيد أعمال البناء عام 1272 م وتم بناء أربعة طوابق أخرى على نفس زاوية الميل ثم توقفت أعمال البناء. د في عام 1373 بني آخر الطوابق وعلقت الأجراس. د يبلغ ارتفاع الواجهة 55.8 م.
برج التعميد ( 1153 1278م )
وهو بناء مستدير على شكل برج قطره 60 قدم وله ساحه بالوسط محاطه بممشي يفصل عن الساحة الوسطي سلسلة من العقود المرتكزه علي اعمده الصحن وتوجد فيه بيضاوية القطاع فوق التقاطع.
الطرز المعمارية، عصر الرومانيسك، عصر الرومانى، العصور الكلاسيكسة، العمارة، عمارة الكنائس، العمارة الأوروبية، العمارة الاوروبية، موقع معمارى، معمارى، برج بيزا، برج بيزا المائل، العصور الأوروبية، العمارة المسيحية، العمارة الرومانية، الكنيسة الرومانيسكية، المسقط الأفقى فى الكنائس الرومانيسكية، برج الكنيسة، ma3mary، الرومانيسك الإنجليزى ، الرومانيسك الإيطالى، الرومانيسك الفرنسى، English Romanesque, Italian Romanesque, French Romanesque، برج بيزا، برج التعميد ، برج بيزا المائل، كاتدرائية بيزا.