كانت المعابد الرومانية القديمة من بين أهم المباني في الثقافة الرومانية، وبعضًا من أغنى المباني في العمارة الرومانية، على الرغم من أن القليل منها فقط قد صمد بحالته الكاملة أو ما يقاربها. تشكل اليوم هذه المعابد الرمز الأكثر وضوحًا للعمارة الرومانية ،شكلت عملية بناء هذه المعابد وصيانتها جزءًا كبيرًا من الدين الروماني القديم، وامتلكت جميع المدن مهما كانت درجة أهميتها معبدًا واحدًا رئيسيًا على الأقل، وعلى مجموعة من المعابد الأصغر حجمًا.
السمات التى تتصف بها المعابد الرومانية:
هى مزيج بين التمطين الإغريقي والاتروسكاني، حيث كانت القاعة الداخلية مرفوعة على قاعدة بارتفاع 3.5م، ومحاطة بالأعمدة مع مدخل مدرج. كان لجميع الواجهات نفس مستوى الأهمية عكس المعابد الإغريقية التي اهتمت بواجهة الدخول فقط.
المساقط الأفقية للمعابد الرومانية:
كانت تبنى عادة المعابد الرومانية إما مواجهة لمصدر الضوء أو مواجهة لميدان عام وكان للموقع أهمية كبرى في التصميم واهتم الرومان بمداخل المعابد ولم يهتموا بأن يكون المعبد في موقع يسمح برؤيته من جميع الاتجاهات كما كان عند الإغريق والمعابد الرومانية نوعان إما مستطيلة أو دائرية وكانت المعابد عامة تحتوي على خلوة واحدة متسعة ورواق من الأمام وعلى ذلك فالمقابر الرومانية تعتبر في منتهى البساطة من حيث المسقط الأفقي العام ومكوناته وعناصره ويعتبر الفورم الروماني هو المقابل للأجرا عند الإغريق وهو عبارة عن ميدان فسيح في وسط المدينة محاط بمعابد وأبنية رسمية خاصة بالأعمال الاقتصادية والقانونية والدينية وكان بمدينة روما عدة فورم متشابهة في مساقطها الأفقية وهي مصممة لتتماشى مع احتياجات الشعب الروماني.
أهم المعابد الرومانية:
معبد ڤينوس - العمارة الرومانية:
مساحته 540x 521 قدم وبه 200 عمود من الجرانيت المصري وتحتوي الواجهة على أعمدة من النظام الكورنثي ومن مميزاته أيضا أنه كان يحتوي على هيكلين ويمتاز بسقفه المغطى بالقرميد الزجاجي المغطى بطبقة من البرونز المذهب التي نزعت عنه عام 625 لتغطية سقف كنيسة سانت بيتر روما ولذا يمكن أن نتصور مقدار ما كان لهذا المعبد من روعة وجمال من حيث التنسيق الهندسي وروعة الفن التشكيلي المنبثق من التكوينات المعمارية والعناصر الفنية.
معبد البانثيون - العمارة الرومانية:
بناه "أجريتا" عام ٢٧ ق.م، وأعاد بنائه "أدريان" في الفترة ١٢٠-١٢٥م، خططه وأشرف على بنائه المهندس المعماري "فاليريوس"، مبني على أنقاض معبدين سابقين، دمر أحدهما بسبب حريق والآخر بسبب صاعقة. وهو ذو مسقط دائري، مبني من الطوب والحجر والخرسانة، مغطى بقبة ضخمة قطرها من الداخل 43.٢ مترا وارتفاع القبة عن الأرض حتى أعلى نقطة 43.1 مترا. تتكون القبة من أضلاع ومزخرفة من الداخل بأشكال مربعة. والمعبد خالي من النوافذ إلا من فتحة في أعلى القبة قطرها 9 أمتار. تغمر صالة المعبد بالضوء الشديد الذي يحقق الرهبة والخشوع والاتصال بالسماء. يتألف مدخل المعبد من رواق أمامه 8 أعمدة كورنثية يبلغ ارتفاع العمود ١٢ مترا، يبلغ طول الرواق 33 مترا وعمقه في المنتصف 18 متراً. الحائط الخارجي من الخرسانة وغطي بالطوب، كما غطيت الحوائط من الداخل بالرخام. القبة مملوءة بالحشوات الغاطسة المعروفة بالبانوهات وكانت في السابق مغطاة بزخارف من البرونز. كما أن الأعمدة الداخلية مصممة على الطراز الكورنثي. الجدار الداخلي للقاعة الدائرية به سبع مشكايات، ثلاث منها على شكل نصف دائرة في المسقط، والأربع الباقية مستطيلة الشكل، وكلها موزعة بالتبادل، وكانت تحتوي على تماثيل للآلهة. كما كانت تعرض في المعبد تماثيل آلهة المدن والأقاليم التي فتحتها روما.
ما يميز مبنى البانثيون أنه أول مبنى من العمارة الكلاسيكية تزين واجهاته الداخلية أكثر من الخارجية. أما جدران القاعة الدائرية فسماكتها 6 م، تقوم بحمل القبة المبنية من الخفاف والخرسانة والمؤلفة من 5 طبقات متناقصة السماكة باتجاه الأعلى لتخفيف الحمولات. يبلغ نصف قطر القبة حوالي 43 م وهو نفس الارتفاع، أي أنّها نصف كرة كاملة، كما يوجد في أعلى القبة فتحة بقطر 8.8 م. تحول المبنى لاحقاً إلى كنيسة عام 608 م.
الأكروبول - العمارة الرومانية:
وبعد الانتهاء من إنشاء معبد البارثينون بدأ بركليس في إقامة صرح آخر باهظ التكاليف لبوابة المدخل العام التذكارية من الجزء الغربي للأكروبوليس ومرة أخرى أنشئت هذه المجموعة من الرخام واستخدم نظام المعبد الدوري في عناصر تكوين هذه البوابة التي أقيمت على موقع مختلف المناسيب غير منتظم ولكن ولأول مرة نرى في الجزء الأوسط من الممر المؤدي إلى المدخل العام للبوابة الكبرى صفان من الأعمدة الأيونية حيث كان الاتجاه في العمارة الاثينية نحو استعمال العناصر الأيونية داخل المباني الدوركية.
ويزيد من جمال المباني التي أقيمت على قمة الأكروبول عدم تهذيب قاعدتها الصخرية الضاربة إلى الزرقة والاحمرار الداكن وكذلك أسوار التحصينات العمودية ويبدو المنظر بأجمعه وكأن مواد انفجرت من أغوار عميقة ثم بردت على هيئة بضع بلورات ضخمة متقنة الشكل مغطاة بالألوان الجميلة والمرتقي المنحدر انحدارا شديدا والمؤدي إلى البروبيلا يبرز ضخامة المباني بما يبثه في المتعبد الذي يرتقيه من التأمل العميق والإحساس بضآلته.