العمارة البيزنطية (۳۳۰-١٤٥٣م) Byzantine Architecture
العمارة البيزنطية هي امتداد العمارة الرومانية، ليس في تخطيط المدن وبناء المباني المختلفة فحسب، بل أيضاً في مجال تقنية البناء واستخدام مواد البناء المختلفة، لأن المعماريين والبنائين الذين عملوا في ظل الوثنية الرومانية هم نفسهم الذين عملوا في ظل المسيحية الرومانية البيزنطية، حيث استخدم أولئك التقنيات التي اعتادوا عليها في بناء المباني ذات الطابع المسيحي. ه العمارة البيزنطية هي عبارة عن الفن المعماري في عصر فجر المسيحية في القسطنطينية وفي الإمبراطورية الشرقية ككل بعد تحول العاصمة الرومانية إلى القسطنطينية عام ٣٢٤م. ويمكن القول بأن العمارة البيزنطية هي مزيج من العمارة الرومانية والعمارة في بلاد الشرق.
خصائص العمارة البيزنطية:
تحليل الجوانب المعمارية: الوظيفة – المتانة – الهيئة الوظيفة في العمارة البيزنطية:
في القرن الرابع وعندما استخدموا البازيليكا الرومانية طوروا وبدلوا في عناصرها بما يتناسب وشكل الوظيفة الجديدة التي أصبحوا يحتاجونها، بعد ذلك بنوا الكنائس التي تناسب تخطيطها مع وظيفتها بشكل كبير.
المتانة في العمارة البيزنطية:
مازالت بعض الكنائس على حالتها نظرا لاستخدام المواد القوية التي تساعد على الدوام وبشكل خاص الأحجار والرخام.
الجمال في العمارة البيزنطية:
الفراغ الداخلي: ساعدت طرق الإنشاء على تحقيق فراغات كبيرة ذات وحدة واحدة، بجانب أن طريقة إنشاء القبة على طبلة قد سمح بعمل فتحات حول وأسفل بداية القبة، مما كان يضفي على الفراغ الداخلي للقبة روعة وجمالا.
عناصر العمارة البيزنطية:
الأعمدة:
لم تكن الأعمدة البيزنطية إلا تطوير لأعمدة عرفت العمارة المصرية والإغريقية والرومانية، فقد استخدموا الأعمدة من قطعة واحدة من الرخام المختلف الألوان.
التيجان:
وكانت التيجان من الرخام الأبيض، والحصرت طرزها في الأيوني والكورنثي والمركب، غير أنها عانت بحيث أصبح المسقط الجانبي التيجان منحني، وكانت زخارفها محززة وليست محفورة كليجان الأعمدة الرومانية، • ظهرت الطيور في التيجان مثل الحمام. ه وفوق التيجان توجد مخدات، وهي عبارة عن كتل رخامية ترتكز عليها العقود.
ظهرت التيجان ذات الشكل المخروطي الدقس المطلوب حيث القاعدة الكبيرة ومسقطها المربع أحياناً أو المستدير في أعلى التاج، أما القاعدة الصغرى فتكون في أسفل التاج عند التقائه بالبدن.
التفاصيل المعمارية الداخلية كانت أقرب ما تكون لتفاصيل العمارة الرومانية، وأساسها الطراز الأيوني والطرازين الكورنثي والمركب، وذلك بعد إدخال عدة تعديلات على هذا الطراز بما يتناسب والطراز الجديد. أهم هذه التعديلات هو ما ظهر من إنبعاج تيجانها إلى الخارج، ووضع جلسة مربعة أعلى هذه التيجان مباشرة ، وذلك لتحسين حمل العقد الذي يبتديء من هذا المنسوب مباشرة.
المثلثات الكروية:
زوايا الانتقال من المسقط المربع (للفراغ أو الغرفة) نحو المسقط الدائري للقبة، وتشكل قطاعات مثلثية من كرة. الغرض منه: يستخدم في نقل الأحمال من القبة نحو الدعائم الأربعة في أركان المسقط المربع.
الحوائط:
اتبع في العمارة البيزنطية نفس أسلوب البناء الروماني، ففي الحوائط استعملت صفوف حجرية مع صفوف من الطوب الأحمر بإيقاع منتظم، فقلل بذلك من الملل وعنف المادة.
الفتحات:
استخدمت الفتحات ذات العقود نصف الدائرية، كما استخدموا العقود المستقيمة أو التي على شكل حدوة الفرس، وكانت التواقة صغيرة لتتناسب مع الجو الحار، وكانت في الغالب مكونة من أكثر من صف واحد وواقعة تحت الأقبية المستمرة. ساعد صغر الفتحات على وجود مسطحات كبيرة مناسبة من الحوائط الداخلية لرسم مختلف الصور بالموزاييك.
الزخارف والحليات:
تميزت هذه العمارة بالزخارف الداخلية، والتي زادت من فخامة الكنائس، إذ كانت الحوائط جميعها مغطاة بفسيفاه من قطع الرخام الملون، كما كانت العقود والأقبية والقباب مغطاة بالفسيفساء المرجع اللامع.
كما اتجه الفنانون نحو إخضاع الزخارف النباتية التوزيعات هندسية كما أدخلت عناصر الكائنات الحية مثل الحمام والطاووس والسمك بين عناصر الزخارف. كما لعبت الإضاءة من النافذات الصغيرة بأشعتها على هذه الزخارف وألوانها الذهبية والمتعددة بإضفاء أجواء رائعة وخلابة.
الكنائس البيزنطية:
المساقط الأفقية للكنائس البيزنطية:
لم تأخذ الكنائس طابعاً خاصاً أو شكلاً محدداً ذا خصائص معمارية إلا بعد مدة طويلة من انتشار المسيحية، فقد استخدمت في البداية المساكن كأماكن للعبادة، ولكن بعد ما اعتنق (قسطنطين) الديانة المسيحية ظهرت الحاجة إلى بناء الكنيسة للتعبير عن دين الدولة الجديد، واتخذت في البداية طابع البازيليكا التي كانت تستخدم كأسواق، وعملت بها التغييرات اللازمة لتناسب العبادة الجديدة. تميزت المساقط الافقية بمساحات كبيرة مغطاه بقبة رئيسية ضخمة وعلي جوانبها مساحات مستطيلة مغطاة بأنصاف قباب ثم مساحات مربعة صغيرة مغطاة بقباب صغيرة، وتشمل المساقط علي أفنية مكشوفة محاطة بممرات معقودة مغطاة.
جاءت على أشكال عدة منها مستطيلة الشكل، أو مثمنة أو صليبية، وعادة ما تتوسطها الساحة المركزية التي تعلوها القبة الرئيسية، وشكل هذه الساحة يتناسب مع شكل المسقط الأفقي، فظهرت على شكل مربع أو بيضاوي أو مثمن، أو كثير الأضلاع، كما تحيط بالساحة المركزية أروقة وأبهاء تكون مسقوفة بقباب أو القرية | مستمرة.
ظهور التخطيط الصليبي الشكل للكنائس الذي يتكون من مستطيلين متقاطعين متساويين في العرض دائما، وفي الطول في أكثر الأحيان، وينتج من تقاطعهما أوسط، يغطى بقبة، وغالبا ترتفع قبة فوق كل ذراع فيصبح عدد القباب مربع خمس.
نماذج للكنائس البيزينطية:
آيا صوفيا S. Sophia
آيا صوفيا أو بيت الحكمة المقدسة، بنيت في عهد جستنيان على الطراز البازيليكي المقبب ثم تحولت إلى مسجد في عهد محمد الفاتح، ثم تحولت إلى متحف في عهد أتاتورك. انتهى العمل منها عام 537 م بعد خمس سنوات من العمل وعمالة بلغت ۱۰۰۰۰ عامل، وتولى العمل المهندسان الأسيريان" التيموس " .Anthemus "رودرروس lsdorus
المسقط الأفقى لآيا صوفيا:
1-الكنيسة مستطيلة الشكل
على الطراز البازيليكي أبعادها حوالي ( ۸۰ *۷۰)
2-- يتقدم المبنى الفناء المكشوف (الأتريوم) الضخم.
3- وجدت الصالة الرئيسية والصالات الجانبية.
أسلوب التغطية:
- ترسو فوق الصالة الرئيسية القبة الضخمة على جزء مربع سفلي طول ضلعه ۳۳ متر، وارتفاعها 54م، ولها 40 نافذة تحيط بالقاعدة. - القبة الكبيرة مغطاه من الداخل بطبقة من الرصاص لحمايتها من العوامل الجوية. | - يوجد على جانبي القبة الرئيسية نصفي قبتين من الشرق والغرب أما الجانبان الآخران فيوجد قبوان مستمران ومتعامدان على القبة الرئيسية، وبذلك فقد أمكن تخفيف الأحمال الناتجة عن ضغط القبة الضخم.
الدعامات:
كانت الدعامات ضخمة سفلية لتخفف الضغط عن الحوائط من الثقل الناشئ عن القباب. للانتقال من المربع إلى الحلقة الدائرية للقبة فقد تم استخدام المثلثات الكروية والتي تسمى بالمقرنصات، ويسمح هذا التكوين المعماري بالارتفاع بالقبة والحفة والاقتصاد في التكاليف بدلا من الطرق القديمة التي استخدمت في قية البالشون. حوائط هذه الكنيسة مكسوة بجميع أنواع الرخام المتعدد الألوان من أقطار متعددة وكذلك حوائط القبة، وتم كسوة الأرضيات بالموازييك الملون وباشكال هندسية رائعة.
كاتدرائية القديس مرقص San Marco:
هي كاتدرائية الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في البندقية بإيطاليا. وتسمى كاتدرائية القديس مرقص أو مارك. سميت البازيليكا باسم القديس مارك الذي كان راعي مدينة البندقية. شيدت البازيليكا أساساً على النمط البيزنطي، بالرغم من أن عمارتها انعكاس للطراز الروماني، بالإضافة إلى بعض الأثر القوطي. تعتبر الكنيسة الحالية الثالثة من نوعها في هذا الموقع. وكانت قد بنيت باعتبارها مصلى القصر لحاكم البندقية، وتم تقديسها عام ١٠٧٣م، ثم جعلت كاتدرائية عام ١٨٠٧م.
الأعمدة فى كتدرائية القديس مرقص:
استخدموا الأعمـدة مـن قطعة واحـدة مـن الرخام، وكانت التيجان من الرخام الأبيض، وانحصرت طرزها فـي الأيـونـي والكورنثي والمركب، غير أنها عدلت بحيـث أصـبح المسـقط الجانبي للتيجـان منحنـي، وكانـت زخارفهـا مـحـززة وليست محفـورة كتيجـان الأعمدة الرومانية، وفـوق التيجـان توجـد مـخـدات لارتكاز العقود عليها.
الأسقف فى كتدرائية القديس مرقص:
يغطي القسم المركزي من الصليب قية مركبة كما يغطي باقي الأذرع قباب مركبة، والقبـاب محمولـة علـى مثلثـات كرويـة، وتحتـوي القبـاب علـى فتحات في رقابها، كما غطيت هذه القباب بقباب خشبية ضخمة من الخارج أضيفت للقباب الأصلية. وقد امتد الرواق الأمامي للكنيسة حول الجزء الغربي وتغطيه قباب صغيرة.
الحوائط فى كتدرائية القديس مرقص:
كسيت الجدران بألواح الرخام، كمـا فرشت الأرض بالرخام أيضا، واستخدموا الألوان البديعة في زخرفة جدران الكنيسة الخارجية والداخلية. وتحتوي الكاتدرائية على خمسة مداخل كبيرة، ومزخرفة بأعمال موزاييك ذهبية والرخام الشفاف، بجانب النحت الرقيق.
الفتحات فى كتدرائية القديس مرقص:
استخدموا في تغطية الفتحات والأبواب العقد نصف الدائري الذي يرتكز مباشرة على تيجان الأعمدة. كما استخدموا بعد ذلك العقود المستقيمة أو التي على شكل | حدوه الفرس. وكانت النوافذ صغيرة لتتناسب مع الجو الحار، وكانت في الغالب مكونة من أكثر من صف واحد، وواقعة تحت الأقبية المستمرة.
الزخارف فى كتدرائية القديس مرقص:
استخدموا الزخارف في الحوائط الداخلية من الرخام المكلف وذات تعريقات مرتبة وبأشكال وأنواع مختلفة. بينمـا فـي الاقبيـة والحوائط العلوية اعتمدوا علـى صـور مـن الفسيفساء المزجج وتمثل في أرقام ورموز ( القديسين وشعار خلود الحيـاة وجداريـة مـن الـحـروف المقدسة الدينيـة). واستخدموا الذهب فـي كسوة الجدران والنحت.
الفراغ الداخلي فى كتدرائية القديس مرقص:
ساعدت طرق الإنشاء على تحقيق فراغات كبيرة ذات وحدة واحدة، بجانب أن طريقـة إنشاء القبة على طبلة قد سمحت بعمل فتحات حول وأسفل بداية القبة، مما كان يضفي على الفراغ الداخلي للقبة روعة وجمالاً.
المراجع:
تاريخ العمارة 1 2323 EARC العمارة البيزنطية
مدارس المساق: د. م. أسامة عبد الحليم العيسوي _ كليـة الهندسة الجامعة الإسلامية - غزة
العمارة البيزنطية، العصر البيزنطى، الدولة البيزنطية، الكنائس البيزنطية، المثلثات الكروية، كتدرائية القديس مرقص، مسجد آيا صوفيا، عناصر العمارة البيزنطية، موقع معمارى.