تعرف العمارة على أنها تمثيل للتفكيك والتمثيل المادي، والعمارة التكسيرية أو التفكيكية لا تعتبر مجرد طراز أو حركة معمارية فحسب، بل يتطور مفهومها إلى كونها ظاهرة ثقافية كبرى وتعد أحد أهم تطورات الفن والعمارة الحديثة في عصرنا الحالي.[1]
نشأة العمارة التفكيكية:
ظهر مصطلح العمارة التفكيكية في نهاية الثمانينات بالقرن العشرين على هيئة تعبير نظري ورمزي عن عدة توجهات وتجارب تصميمية قد ظهرت في الممارسة المعمارية العالمية وجميعها كانت مستندة على الفكر الفلسفي لجاك دريدا.[1]
العمارة التفكيكية:
لعب الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا دورا بارزا في إظهار العمارة التفكيكية، حيث شكل وجسد أشكالا إنشائية جديدة تميزت بتألقها منذ نهايات ثمانينات القرن العشرين.[1]
القيمة الجمالية المنتجة من العمارة التفكيكية تتمثل في العلاقات الشكلية للأحجام والفراغات والكتل كما يتم إبرازها بواسطة المعطيات الإنشائية.[1]
كما أن مصطلح التفكيك في العمارة يعني تجريد الأشكال الهندسية الأساسية وتشكيلها مجددا بشكل لا إقليديسي وذلك نسبة إلى عالم الرياضيات إقليدس والذي كانت له نظريات حول تحديد الفراغات من أجل التعبير عن أفكار نقدية معينة أو أفكار ثقافية.[2]
مبادئ العمارة التفكيكية:
الخروج عن المألوف، وتلك العملية أعطت للمعماريين الضوء للأخضر من أجل الخروج عن المألوف وكان ذلك النوع من العمارة متسما بالطلاقة الإبداعية، كما وضع أيضا ذلك النوع من العمارة المهندسين الإنشائيين تحت تحد مستمر من أجل إيجاد حلول إبداعية توافق تصاميم المعماريين المبدعة والمختلفة عن الإطار المألوف، وتتجلى هذه الأساليب على سبيل المثال في متحف فيترا بألمانيا والذي يعد مكونا من مجموعة من الكتل التي تأخذ شكل دوامات ذات لون أبيض مما جعل للمبنى شكلا ديناميكيا جذابا من الخارج وملفتا لانتباه المشاهدين.[2]
هدم أسس الهندسة الإقليدسية، يعتبر ذلك أيضا من أهم مبادئ الاتجاه التفكيكي، حيث إن الحركة التفكيكية بعدت تماما عن الأفقية والراسية في المنشآت، بل اعتمدت على تفكيك المبنى وإرجاعه لعناصره الأساسية وتكوينه على هيئة صورة ديناميكية حركية تتحدى الجاذبية من خلال وضع الكتل المكونة للمبنى في البعد الثالث بزوايا وميول غير مستقر.[2]
أن يفي المبنى باحتياجاته الوظيفية، بالرغم من أن المبنى يكون على هيئة ديناميكية ويكون شكله متراكبا وغير مستقر، إلا أن المبنى يتميز بحيزات منتظمة داخله تؤدي وظائفها بنجاح.[2]
البعد عن التماثل، بسبب استخدام الأسلوب التفكيكي للكتل بشكل غير تقليدي فهو بتلك الصورة يبعد تماما عن التماثل والاتساق وعدم التماثل في حد ذاته هو أحد سمات الإبداع، لأنه يجعل المصمم يدرس حلولا أخرى مختلفة من أجل تحقيق التوازن البصري من دون التماثل.[2]
إخفاء العناصر الإنشائية، يعتمد الأسلوب التفكيكي على إخفاء عناصر المبنى الإنشائية وإظهارها من الخارج على هيئة تشكيلية قوية تثير الحيرة والتساؤل في نفس المشاهد في كيفية استقرار وثبات ذلك المنشأ.[2]
الاستخدام الأفضل لتكنولوجيا العصر، ساهم الحاسب الآلي في خدمة ذلك التيار بشكل كبير حيث يتم عمل الإفراد للمباني بواسطته وبالتالي أصبح الحاسب يستخدم كوسيلة للتصميم وليس للرسم فحسب، وأيضا مكن الحاسب الآلي الإنشائيين من حساب الأحمال الإنشائية الواقعة على المبنى وكيفية وضع حلول مبتكرة لها والتعامل معها.[2]
مميزات العمارة التفكيكية:
⦁ الابتعاد عن النمطية في التصميم واستحداث أشكال ومباني جديدة تمثل الفن الإبداعي.[2]
⦁ استخدام التكنولوجيا من أجل احتواء النظم الإنشائية والسيطرة عليها وتوظيفها من أجل خدمة المصممين، مما يجعل المباني مثيرة للفضول في نظر المعماريين حول كيفية إنشائها.[2]
⦁ الديناميكية الواضحة في المباني المتخذة لنهج التفكيك، حيث يوحي المبنى بالحركة والحيوية.[2]
⦁ جعل خيال المشاهد مثارا ومحفزا لإعادة رؤية المنشأ من أكثر من زاوية مختلفة.[2]
⦁ تعتبر المباني المتخذة للنهج التفكيكي أعمالا نحتية مبتكرة تمثل الفن المعماري بشكل إبداعي.[2]
⦁ كل زاوية من زوايا المبنى تعتبر عملا فنيا مختلفا.[2]
أمثلة على العمارة التفكيكية:
المصادر:
[1] فلسفة العمارة التفكيكية.
[2] العمارة التفكيكية في فنون ما بعد الحداثة. للتحميل اضغط هنا
الكلمات المفتاحية:
العمارة التفكيكية، نشأة العمارة التفكيكية، مبادئ العمارة التفكيكية، مميزات العمارة التفكيكية، المدارس المعمارية، موقع معمارى